رقم الفتوى : 109
تاريخ النشر : 15-05-2021
المشاهدات : 3639
السؤال
السلام عليك معلمتى الحبيبة كيف حالك أرجو من الله أن تكون فى أحسن صحة و عافية اللهم امين 
أعلم ان صلاة التسابيح مختلف فيها أهل العلم ومنهم من ضعف الحديث ومنهم من حسنه و لكن السؤال هل يجوز أصليها على سبيل القربى من الله عز وجل.
جزاك الله خيرا يالغالية
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين وإياك أسأله سبحانه أن يلبسك ثوب الصحة والعافية. أختي الكريمة 
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد: الأصل في المسائل المختلف فيها التي وسعت سلفنا الصالح أن لاينكر فيها بعضنا علي بعض.
لكن المسلم في هذه المسائل المختلف فيها إما أن يكون عاميا مقلدا لعالم من علماء أهل السنة الثقات أو مقلدا مثلا لجمهور العلماء وفي هذا الحال لا يجوز له مخالفة من يقلده من العلماء لهوي النفس إلا أن يسمع أو يقرأ أدلة المخالف فتطمأن نفسه لأدلة المخالف. 
أو يكون ممن يفهم بالترجيح بين الأدلة وأقوال أهل العلم فلا يجوز أن يخالف ما يراه حقا صوابا من الأدلة الصحيحة التي يقول بها بعض أهل العلم
وصلاة التسابيح من الاحاديث التي اختلف فيها علماء الآحاديث ما بين قائل بأن حديث صلاة التسبيح موضوع وما بين قائل بأنه صحيح وسبب هذا الخلاف الشديد يعود إلى أمرين كما ذكر الشيخ الألباني رحمه الله.
الأمر الأول: أن هذه الصلاة حقيقة لم ترد بإسناد صحيح تقوم به الحجة.
والسبب الثاني: أنها خالفت كل الصلوات المشروعات في هيئتها فكانت شاذة من هذه الحيثية. ثم بين الشيخ ناصر أنه يرى أنها صلاة مشروعة لأنها وردت من طرق كثيرة يقوي بعضها بعضا، وأنه إذا ثبت صحة الحديث بها فلا يصح الإعتراض بأنها مخالفة في هيئتها لكافة الصلوات المشروعة، فإنه مثلا قد ثبت صلاة الكسوف بالآحاديث الصحيحة، وفي هيئتها ركوعان في الركعة الواحدة كما أن بها سجودان، ولم يقل أحد من أهل العلم أنها صلاة شاذة. وعلى الجملة فقد قال بصحة هذه الصلاة في العصر الحديث الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب، وفي القديم نقل عن الإمام أحمد فيها قولان، آخرهما تصحيحه للحديث كما ذكره الحافظ ابن حجر في ( الأجوبة علي آحاديث المصابيح ) وقد أفردها جمع بالتصنيف منهم الدارقطني وابن ناصر الدين الدمشقي.
 وعليه إن اطمأنت نفسك إلي صحة الحديث شرع لك صلاتها ولو مرة في العمر كما ذكر في الحديث، وإن لم يترجح عندك شيء فالأصل أن العبادات توقيفية لا تثبت إلا بالدليل الصحيح من الكتاب والسنة.

logo